اشتهر بشخصية غوار الطوشة وله أعمال لا تحصى .. قصة الفنان السوري دريد لحام Duraid Lahham الذي كرس حياته للفن

دريد لحّام، ممثل كوميدي ودرامي سوري من مواليد حي الأمين في دمشق القديمة، عرف بشخصية كارلوس عازف الجيتار المكسيكي الذي يغني بالإسبانية والعربية، إلا انه اشتهر خاصة بشخصية غوار الطوشة الكوميدية، التي أداها في معظم أعماله الفنية.

نبذة عن دريد لحام وحياته الفنية

فنانٌ سوريٌّ قديرٌ قدمَ العديدَ من الشخصيات، أكثرُ ما اشتُهر به تجسيدَه لشخصيّة غوار الطوشة التي كانَت ذاتَ طابعٍ كوميدي، اختارته اليونيسيف ليكونَ سفير للنوايا الحسنة في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا.

كانت مسيرةُ الفنان دريد لحام في عالمِ التمثيلِ غنيّةً بالأعمالِ المميّزة، وحققت أعمالُه العديدَ من النجاحات، وترك فنّه بصمةً في المجتمعِ السوري والعربيّ.

دريد لحام

بعد أن أثبت نفسه كممثلٍ موهوبٍ ومجتهدٍ ليصبح ذو شأنٍ عظيم، فقد مثّل وأخرجَ وكتبَ سيناريوهات جميعَ أعماله، واستمرَّ بذلك حتى وقتنا هذا.

بدايات دريد لحام

وُلد دريد محمد حسن اللحام في دمشقَ من مواليدِ عام 1934، لأبٍ سوريّ وأمٍ لبنانيّة من بلدة مشغرة في قضاءِ البقاع الغربي، لم يكُن ميسورَ الحال في شبابه، ودرسَ الكيمياء في جامعة دمشق وعمل لاحقًا كمدرسٍ في نفسِ القسمِ.

بدأ رحلته الفنيّة مع تدشين التلفزيونِ السوريِّ عام 1960، واختاره المخرج صباح قباني ليشاركَ الفنان نهاد قلعي الذي كان مشهورًا آنذاك بطولةَ مسلسلٍ صغيرٍ باسم سهرة دمشق.

ابتكرَ الفنانين ثنائي يسمى دريد ونهاد وحققا نجاح مثيرا في العالم العربيّ منذ عام 1960 حتى تقاعد قلعي من العمل بسبب المرض في عام 1976، تأثرت أعماله المسرحيّة بالمسرحياتِ الموسيقيّة للفنانِ عاصي الرحباني وزوجته المطربةُ فيروز، ثم تخلّى عن التعليمِ الجامعي ليكرّسَ وقته بالكاملِ لحياته الفنية، على الرغم من معارضةِ الجميع له باعتبارهم أنَّ الفن هو عملٌ لا يستحق أن يَترُك لحّام عمله المحترم كمدرسٍ جامعي من أجله لكنّه أصرَّ على فعلِ الصواب بنظره وقال لاحقًا أن تكريس حياته للفن كان أكثرَ القرارات حكمةً التي اتخذها في حياته.

إنجازات دريد لحام

مسيرةُ دريد لحام غنيّةٌ بالأعمالِ الفنيّة المميّزة، فقد مثّل في العديد من المسلسلات وجسّد العديد من الشخصيّات ومن أكثرها تأثيرًا كانت شخصيّة غوار الطوشة التي ظهرت لأوَّل مرة في مسلسل مقالب غوار من إخراج خلدون المالح، أُعجب لحام بهذا الاسم وأضافَ إليه لقبَ الطوشة ليكون الاسمَ المثاليّ لجميعِ ما يقوم به غوار في أعماله السينمائية والتلفزونية والمسرحية.

لم تقتصر الشخصية على مجال، بل قفزت إلى عالم المسرح والسينما لتسيطرَ على أجملِ الأفلام والمسرحيات السوريّة مثل كاسك يا وطن وضيعة تشرين وشقائق النعمان وغربة وصانع المطر وغيرها من عشراتِ المسرحيّات الأفلامِ السينمائيّة السوريّة، لم يكن غوّار الطوشة مجرّدَ لقبٍ لشخصيّةٍ تلفزيونيّة، بل رمز للمواطنِ السوريّ العاديّ الذي يكافح من أجل لُقمةِ عيشه ويتحدث عن مشاكله وهمومه، حقّقت له هذه الشخصية شهرةً كبيرةً وواسعة على مستوى الوطن العربي.

عودة غوار من بطولةِ دريد لحام وناجي جبر وحسام تحسين بك وغيرهم من الممثلين السوريين، جسّد هذا المسلسل عودةَ غوّار ويعتبر تكملةً للأجزاءِ السابقة، لكن مع قصّةٍ مختلفةٍ، فقد قُتـ.ـلت زوجة غوار واتُّهِم غوّار بمقتلها ويدخل السجن ل20 عاما، ويخرج بعد ذلك ليبحثَ عن ابنته ليُثبِت لها أنّه شريفٌ وبريءٌ من التُّهـ.ـمة، يتخلّلُ المسلسل أحداثٌ إنسانية واجتماعية مختلفة ولاقى نجاح كبيرا.

مسيرةُ العظيم دريد لحام الفنية غنيّة بالأعمال التي حملت العديد من الرسائل من الواقع السوري والعربي، ومن أهمِّ الأفلام التي قدمها كان فيلم الحدود عام 1984 كتبَ نصّه السينمائي والسيناريو والحوار الكبير محمد الماغوط وأخرَجه ولعب فيه دريد لحام الدورَ الرئيسيّ وشاركه التمثيل الكثير من الفنانين الموهوبين كالممثلة رغدة، ورشيد عساف وغيرهم من الممثلين السوريين.

قدّم لحّام مسرحياتٍ كثيرة مثل كاسك يا وطن عام 1979 تعتبر هذه المسرحية عمل ناقد وهادف وحقّقت نجاح كبيرا في جميع أرجاء الوطن العربي، أعمال دريد لحام لا تحصى سواء أكانت في التمثيل او المسرح أو حتى في الغناء، حيث قدم عدد من الأغاني والسكتشات والمونولوجات سواء أكانت من تأليفه أو بصوته ومنها فطوم فطوم فطومة وسلامات و بكتب اسمك يا بلادي وطيمشة منيمشة، ويامو ليكي.

حياة دريد لحام الشخصية

متزوّجٌ من السيدة هالة البيطار وله ثلاثُ أبناء منها وسبعةُ أحفاد، أما من حيث ديانة دريد لحام ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة شيعية.

حقائق عن دريد لحام

حائزٌ على إجازةٍ في العلوم الكيميائية من جامعة دمشق 1958، ويحمل شهادة دبلوم في التربية، وعَمِل مدرس في بلدة صلخد جنوب سوريا حتى 1959، توجّه عام 2004 إلى الخرطوم بصفته سفير للنوايا الحسنةِ في الأمم المتحدة لتدشينِ مشروعٍ تطوعيّ نالَ العديد من الجوائز والأوسمة وشهاداتِ التقديرِ من الجالياتِ العربيّة في العالم والبلاد العربية، فاستحقَّ وسام الكوكب الأردني عام 1956 ووسام الاستحقاقِ السوري من الدرجة الأولى عام 1976 و وسام الوشاحِ الأخضر ليبيا عام 1991 ودرع مهرجان القاهرة للإعلام العربي في مصر لعام 2008 وتطول القائمة لتشمل ثلاثة عشر وسام وشهادةَ تقديرٍ، عمل كمقدّم برامج ومن بينها على مسؤوليتي وعالم دريد ودريد هذا المساء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم